طلال الجمل
شهد عام 2015، عددًا كبيرًا من التصريحات الجريئة والغربية والمتشددة في بعض الأحيان التي صدرت عن المرشحين الجمهوريين والديموقراطيين الطامحين بالفوز بترشيح الحزبين في انتخابات الرئاسة الأمريكية في العام المقبل.
وقد رصدت صحيفة بوليتيكو على موقعها الإلكتروني أكثر التصريحات إثارةََ للجدل سواء على الساحة السياسية الأمريكية أو التي تجاوزت حدود الولايات المتحدة، وكان الميلياردير «دونالد ترامب» أبرز المرشحين الجمهوريين المحتملين في انتخابات الرئاسة الأمريكية صاحب أكبر عدد من التصريحات المثيرة للجدل هذا العام، وجاءت دعوته الى منع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة في أعقاب هجمات باريس وكاليفورنيا في مقدمة التصريحات التي أثارت ليس جدلا فقط بل ايضا انتقادات من كافة الأرجاء خلال عام 2015، وأشارت الى تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي قالت فيه إن «ترامب» أفضل مُجنِد لتنظيم داعش، زاعمةََ أن التنظيم ينشر تسجيلات لترامب تشير الى إهانة المسلمين واستغلالها في عمليات تجنيد المزيد من المتطرفين، ووصف منتقدو هيلاري هذا التصريح بأنه عار عن الصحة حيث لا يوجد أي دليل على استغلال داعش لتصريحات ترامب.
وقد اعتاد ترامب على السخرية من منافسيه منذ أن بدأ حملته الانتخابية، حيث اشارت الصحيفة الأمريكية الى تصريحه الذي سخر فيه من منافسته المرشحة الجمهورية كارلي فيورينا، إذ قال في إحدى المقابلات الصحفية في شهر سبتمبر الماضي «انظر إلى هذا الوجه! هل يمكن لأحد أن يصوت لصالحه؟ هل تتصورون هذا وجه رئيس الولايات المتحدة القادم؟»، وأثار هذا التصريح استهجانًا واسعًا على الساحة السياسية الأمريكية، مما جعل ترامب يضطر إلى الاعتذار لسيدة الأعمال وأن يقول عنها «سيدة ذات وجه جميل».
ومن تصريحات «هيلاري» التي أثارت جدلًا عام 2015، ما قالته في أغسطس الماضي، في محاولة لتبرير استخدامها بريدها الإلكتروني الشخصي خلال فترة توليها وزارة الخارجية الأمريكية، حيث قالت ساخرةََ، عندما سُئلت هل قامت بمسح الرسائل الإلكترونية من علي الخادم، هل تعني «أنني مسحته بقطعة قماش»، وكأنها تمسح كرسي أو منضدة، وقد أثار هذا الرد الساخر انتقادات حينئذ، إذ رأى المحللون أن التصريح يمثل سقطة ما كان يجب أن تقع فيها هيلاري.
ورصدت صحيفة بوليتيكو أيضًا تصريح المرشح الجمهوري المحتمل بن كارسون الذي قال فيه إنه لا يؤيد ترشُح مسلم لمنصب رئيس الولايات المتحدة، لكون الإسلام لا يتفق مع الدستور الأمريكي، وهو التصريح الذي استنكره البيت الأبيض وقال إن تلك التصريحات ما هي إلا رغبة لدى المتنافسين الجمهوريين لتشجيع وجهات النظر المسيئة للحصول على الدعم السياسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن التصريح الغريب الذي نشرته وسائل الإعلام الأمريكية نقلًا عن جراح الأعصاب المتقاعد بن كارسون قبل 17 عامًا والذي قال فيه إنه يعتقد أن الأهرامات استُخدمت لتخزين الحبوب وليس كما يقول علماء الآثار لدفن الفراعنة.
أما السيناتور تيد كروز فقد حاول أن يؤكد ضرورة استخدام أقصي درجات القوة ضد داعش في تصريح قال فيه «سنعمل على القضاء على داعش تماماً، سوف نمشطهم بالقذائف ونبيدهم من الوجود، لا أعلم ما إذا كانت الرمال تضيء في الظلام، لكننا سنكتشف ذلك».
وأدلى حاكم فلوريدا السابق جيب بوش الذي أصبح حاليا في ذيل قائمة المرشحين الجمهوريين، بأربع تصريحات مختلفة قبل إطلاق حملته الانتخابية حول موقفه من الغزو الأمريكي للعراق، إذ قال جيب في مايو الماضي أنه كان سيأمر بغزو العراق كما فعل شقيقه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، ثم تراجع عن هذا التصريح بعد أن تعرض لموجة واسعة من الانتقادات، وقال إنه أساء فهم السؤال الذي طُرٍح عليه خلال مقابلة صحفية «فهمتُ السؤال بصورة خاطئة وكنتُ أتحدث عما وقع في ضوء ما كان معروفا وقتذاك»، بينما وصف مرة أخرى السؤال بأنه «افتراضي»، في الوقت الذي برر تصريحاته مرة ثالثة بقوله إنه كان سيتصرف بصورة مغايرة في العراق لو علم ما هو معروف حاليًا.