محمد المنزلاوى
استدرج حبيبته بإحدى المناطق النائية فى أطفيح، وانهال عليها طعنًا بالسكين، حتى تركها جثة هامدة غارقة فى دمائها، ولاذ بالفرار، لكن انتهى به الأمر فى قبضة الشرطة فى أقل من ٢٤ ساعة من ارتكابه للجريمة.
وسائل الاعلام ذهبت إلى قسم شرطة أطفيح، والتقت بالمتهم، الذى روى تفاصيل جريمته البشعة، قائلا: «كنت بحبها ومكنتش أقصد أقتلها.. بس هى اللى زنّت على قتلها، تعرفت عليها منذ ٣ سنوات تقريبا، ونشأت بيننا علاقة حب طبيعية مثل أى اثنين، استمرت لمدة عامين، وكانت تدفعنى إلى العمل حتى أستطيع التقدم لخطبتها، وبذلت أقصى ما فى جهدى حتى يتحقق حلمى، ويتم تطوير تلك العلاقة لتنتهى بالزواج، وأن يجمعنا عش الزوجية معا، لكن شاء القدر أن تتحطم كل أحلامنا بعدما حددنا ميعادًا لمقابلة أسرتها والتقدم لخطبتها، فرفض والدها زواجى منها، لأننى أصغرها بعامين، وقال لى: كل شىء قسمة ونصيب يا بنى، تلك الكلمات جعلت الدنيا سوداء أمامى، وتركت المنزل حزينا، وتحدثت معها عبر الهاتف، ليلا، واتفقنا على الفراق، وأن يذهب كل منا إلى حال سبيله، ويستكمل حياته بعيدًا عن الآخر، بكيت على فراقها، وفى نفس الوقت حزنت لأنها وافقت على كلام أهلها، ولم تقاومهم، وتركتنى، لكن بعد مرور فترة من الوقت قدرت على نسيانها، وتقدمت لخطبة فتاة رشحتها لى والدتى، ووافقت أسرتها وقبلتنى زوجًا لابنتهم، وحددنا موعدًا لإقامة الزفاف، بعد أن عقدنا الخطوبة».
وأضاف: «منذ حوالى شهرين تلقيت مكالمة هاتفية منها، تعجبت جدا فى البداية، نظرا لانقطاع العلاقة بيننا منذ فترة، وسألتها عما تريده منى، فانهمرت فى البكاء وسألتنى عن خبر خطبتى من فتاة أخرى، مؤكدة أنها لا تزال تحبنى، وتريد إعادة العلاقة بيننا مرة أخرى، فوقعت فى حيرة من أمرى، قلبى لا يزال يهواها، لكنى ارتبطت بفتاة أخرى، وانتهت المكالمة بيننا على ذلك، لكنى تلقيت منها العديد من المكالمات تطالبنى بالرجوع إليها، لكن بعد أن فقدت الأمل، ووجدت أن ردى لم يرق لها، اتجهت إلى طريقة أخرى فى تهديدى، بأن بدأت تتصل بخطيبتى وتحكى لها ما كان بيننا، حتى تتركنى هى الأخرى، وأصبح وحيدا».
واستكمل المتهم حديثه، وعلى وجهه علامات الأسى والحزن وعيناه ممتلئتان بالدموع، قائلا: «لم أصدق أننى يمكن أن أتحول فى يوم ما إلى قاتل، وأن تتلطخ يداى بدماء حبيبتى، لكن الشيطان سيطر على عقلى، فرغبتى فى الانتقام منها، بعد أن تركتنى فى أول الأمر، وبعد أن هددتنى بإخبار خطيبتى عن علاقتنا القديمة، دفعتنى إلى هذا الطريق، وتوصلت لحيلة للتخلص منها، أوهمتها أننى سأعود إليها، واتفقت على مقابلتها للتحدث معها، وأن نطفئ نيران الاشتياق، فحددنا الميعاد والمكان، وأحضرت سكينا للتخلص منها، وبعد أن التقينا فى إحدى المناطق النائية بأطفيح، انهلت عليها ضربا بالسكين بعدة طعنات بأماكن متفرقة فى جسدها، حتى سقطت غارقة فى دمائها، ولفظت أنفاسها الأخيرة فى الحال، ثم لذت بالفرار قبل أن يرانى أحد».
واختتم حديثه قائلا: «لم أشعر بالخوف أو الندم طوال فترة تخطيطى وتنفيذى للجريمة، وكأنى لم أكن بحالتى الطبيعية، وبعد تخلصى من الجثة انتابتنى حالة من الرعب والندم والضيق من نفسى على ما فعلت، ولا أعرف متى وكيف فعلت ذلك الجرم الشنيع».
كان مأمور قسم أطفيح قد تلقى بلاغا من الأهالى، بالعثور على جثة فتاة فى منطقة مهجورة، وتم تشكيل قوة من مباحث القسم بقيادة العقيد «عبدالحكيم سعد» مفتش المباحث، والرائد «محمد سعد» رئيس المباحث، وبالانتقال إلى مكان الواقعة، وبالكشف عن هوية المجنى عليها، تبين أنها تدعى «سماره. م» ٢٤ عامًا، عاملة.
وبإجراء البحث والتحريات، تمكنت القوات من تحديد هوية المتهم لملاحقته، حتى نجحت فى القبض على «مصطفى. م. ف» ٢٢ عاما، عامل، مقيم بأطفيح، أثناء اختبائه فى أحد المنازل، كما نجحت فى ضبط السلاح المستخدم فى الجريمة «سكين»، وبمواجهة المتهم اعترف بالواقعة، وأقر بارتكابه الجريمة، وحُرر المحضر اللازم بالواقعة، وتم عرض المتهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتى أمرت بحبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيق.